مظاهرُ الطبيعة وتجلياتُها في المجموعة القصصية ( الحلم والمستقبل ) لِـ ( لينا كيلاني )

تشكل الطبيعة بأشيائها وموجوداتها ومظاهرها مرتكزاً رئيسياً من مرتكزات أدب الطفل عموماً والقصة الطفلية خصوصاً ، ويبدو أن كتاّب القصة الطفلية قد وعوا هذه البديهية فأولوا الطبيعة وما تحتويه من أشياء وموجودات اهتماما كبيراً تماشيا مع مستوى واهتمام شريحة الاطفال التي يتوجه اليها أدب الطفل ، إذ منذ نعومة اظفار الطفل وبداية تعلمه الامساك بالقلم ومحاولة الرسم مثلا نجد أن النهر والجبل والشجرة  والشمس والطيور والحيوانات هي الركائز الأساسية التي تشكل لوحة الطفل في بدايات اهتمامه بالرسم ، وهذا يؤكد عمق العلاقة بين الطبيعة ومخيلة الطفل التي تنشط وتتحفز في التعبير عن ذاتها بالاتكاء على الطبيعة وموجوداتها . وفي هذا البحث سنتناول مجموعة ( الحلم والمستقبل ) القصصية للكاتبة لينا كيلاني ، التي نلاحظ لدى قراءتها كثرة توظيفها للطبيعة ومظاهرها واشيائها على نحو لافت في متون القصص التي تكون هذه المجموعة ، وقد قسمنا البحث الى فقرتين متناظرتين لتتبُّع الطبيعة هنا ، خصصنا الفقرة الأولى للطبيعة الساكنة ومظاهرها من شجر وحجر و جبل وغيرها من العناصر الثابتة ، في حين خصصنا الفقرة الثانية للطبيعة المتحركة كالعواصف والحيوانات والطيور وغيرها من المظاهر والمتعلقات الطبيعية المتحركة  ، وقدمنا قبل ذلك مدخلا تنظيريا تحدثنا فيه عن الطبيعة ومظاهرها عموما وحضورها في أدب الطفل خصوصا والآراء التي قيلت من قبل بعض الدارسين في هذا الصدد ، وقمنا بتحليل نماذج منتخبة من قصص لينا كيلاني في مجموعتها القصصية المذكورة مراعين التنويع والتغطية الشاملة قدر الامكان لأهم مظاهر واشياء الطبيعة التي شكلت مرتكزا للبناء القصصي الذي يشكل المتن العام لمجموعة ( الحلم والمستقبل ) .