العفو عند النبي () في عام الفتح - دراسة تاريخية تحليلية

يتناول البحث مفهوم العفو عند النبي (r) في عام الفتح (مكة) والاهداف المرادهَ والمرجوة والمتحققة منه, وليس هناك أدنى شك في أن النبي (r) كان مظهراً كاملاً للإنسانية والرحمة يوم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة, فقد أصدر النبي (r) عفواً كريماً وعظيماً عن أهل مكة بالرغم من معاناته هو والمسلمين منهم وبالرغم من معاداتهم واخراجهم له والوقوف ضد الدعوة الاسلامية عفا عنهم ليظهر لنا أسمى صور العفو والصفح والتجاوز عن المسيء, وقد جاءت صيغة العفو بطريقتين الأولى عفواً عاماً لجميع أهل مكة مع استثناء مجموعة من الأشخاص من الرجال والنساء لأسباب عديدة منها مبالغتهم في العداوة والبغضاء للإسلام والمسلمين, والهدف من هذا الاستثناء هو تحقيق النبي (r) الحزم الأصيل الى جانب الصفح الجميل في قيادة الأمة الجديدة, وليمثل هذا الاستثناء هو جرس الانذار لمراجعة النفوس والتوبة عن ما سبق والعودة الى طريق الصواب, أما الطريقة الثانية فقد جاء كعفواً خاص بشفاعات خاصة شملت كل المستثنين من العفو العام بعد أن ظهرت معالم التوبة النصوح ومع ترك النبي (r) لهم الخيار في الدخول في الاسلام واعطائهم الوقت حتى يتمكن الإيمان من الرسوخ في القلوب, ليرسم بذلك النبي (r) بهذا العفو الخاص مستقبلاً عظيماً لهذه الشخصيات في خدمة الاسلام والمسلمين وتحقيق ما تنبأ به عليه الصلاة والسلام من هذه الثمار العظيمة لهذا العفو.