موقف حوزة النجف الاشرف من التطورات الداخلية في ايران أواخر العهد القاجاري

تعد الحوزة العلمية في النجف الأشرف محور اهتمام العديد من الباحثين، لأنها تمتعت بقوة مؤثرة على سير الأحداث في العالم الإسلامي، لاسيما على بلاد فارس أثناء حكم القاجار، الذين تأثرت سياساتهم كثيراً بتوجهات مراجع حوزة النجف الأشرف وفتاواهم. وتركز دراستنا هذه على اثر حوزة النجف الأشرف على سياسة القاجار في بلاد فارس، ودورها في استقطاب الشارع الفارسي ضد تجاوز حكومته  على بعض حقوقه، واثر ذلك كله على سياسة الشاهاتالقاجار ازاء مواطنيهم، واعطينا نماذج لذلك الأثر في احداث سياسية مهمة في بلاد فارس منها ثورة التنباك التي نشبت بناءاً على فتوى اية الله الشيرازي وانتهت الى اضطرار الشاهاتالقاجار الى الغاء الامتياز، وشكلت الحوزة المحور الذي حرك احداث الثورة الدستورية عام 1905 والتداعيات التي تلتها، وانتهت الى اخضاع اخر شاهاتالقاجار الى رؤى مراجع الحوزة، وتطلعات مواطنيهم، وظلت الحوزة تباشر دورها واستمر موقفها المؤثر ازاء تطورات الاحداث في بلاد فارس بشكل اضطرت معه القوى النافذة في بلاد فارس الى كسب ود مراجع حوزة النجف الأشرف، لاسيما رضا خان الذي بعد نجاح انقلاب شباط 1921 تقرب الى ابرز مراجع حوزة النجف الأشرف وتظاهر بالالتزام برؤاهم وتوجهاتهم، واظهر نفسه بمظهر الرجل المتدين المتمسك بثوابت التشيع وطقوسه، وحاول رضا اقناع مراجع الحوزة بانهاء الحكم القاجاري ودعم قيام نظام جمهوري، وحينما فشل تظاهر بطاعتهم وافاد من دعمهم لانهاء حكم القاجار والتدشين لحكم بلاد فارس بوصفه اول شاهات الاسرة البهلوية عام 1926.