المفارقة في الخطاب القرآني

     بعد التوكل على الله تعالى بحثنا في موضوع المفارقة في الخطاب القرآني ووجدنا أن هذا المصطلح النقدي له جذور عميقة في المكتبات العربية، كما له دراسات أجنبية توضح ما يدور حوله من مفاهيم . وإنَّ هذه المفاهيم تصب في نحو واحد ،إذ تصور المفارقة بأنها ضرب من التأنق اللفظي، والاستحسان المعنوي، وصاحب المفارقة من يجعل هذا الأسلوب يحقق هدف إيصال المعنى بأقل الوسائل. وينصرف الحديث في خطاب المفارقة غالبا حول ثلاث أشكال رئيسة وهي : مفارقة النغمة ، والمفارقة البنائية ،والمفارقة اللفظية ،غير أن هناك ما يدل على توفر حالات أخرى وهي: مفارقة الحكاية أو الإيهام ، ومفارقة الإلماع ، ومفارقة المفهوم أو التصور، ومفارقة السلوك الحركي، وبذلك نقول: إنَّ للمفارقة سبعة أنواع مختلفة بنيةً، ووظيفة وقد تم تسليط الضوء عليها ضمن نصوص قرآنية تدور محاورها حول الوعظ ، والسخرية إلى جانب الكشف عن الذات والمكنونات الداخلية لإبطال  القصص التي تحدّث عنها القرآن الكريم      ومع كل ما تقدم وما يمكن أن يقدم تبقى الدراسات القرآنية قاصرة عن الوصول للغاية فهي تتعامل مع نص من أرقى النصوص الأدبية، لكننا نأمل أن نقدّم لبنة تسهم إلى حد ما في فهم أبعاد النص القرآني الكريم.