
(الشِّعرُ المحبوكُ الطَّرَفَيْنِ) في القرن الثامن للهجرة (صفيُّ الدين الحلي أنموذجًا)
Author(s) -
شريف بشير أحمد
Publication year - 2017
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss28.2
Subject(s) - computer science
الشِّعرُ (المحبوكُ الطرفَينِ ) _برؤية نقدية موضوعية _نوعٌ منَ أنواع النظمِ , ونمطٌ من أنماطِ التعبيرِ الشِّعريِّ المسْتَحْدَثِ، وظاهرةٌ فنيَّةٌ تشكيليةٌ في القرنِ الثامنِ للهجرة, يستقرُّ في متْنها المحْكيِّ موضوعٌ أساسٌ، أو شخصيةٌ ممدوحَةٌ؛ إذ ينتقلُ الشَّاعرُ به من الذاتيَّةِ إلى الغيريَّةِ، ومن النظْمِ المرتَجَل إلى الإعدادِ المسْبَقِ لأدواتِ القصيدةِ من معانٍ بألفاظٍ تُمظهُرها، وأفكارٍ في صورٍ تُجسِّدُها، وإيقاعٍ في أنساقٍ تحرِّكُهُ ويُحرِّكُها؛ لتنظِيمها تنظيمًا مُتناسقًا تتلازمُ فيه الموهبةُ الشعريةُ في الوعي بالوجودِ والواقعِ، والإرادةِ الناشِطةِ؛ حين يُصمِّمُ الشاعرُ القصيدةَ (المحبوكةَ الطرفَيْن)، ويُهندِسُها هندسةً فكريَّةً، ثم ينفذُ تصميمَه باللغةِ، وينجزُ هندستَه بالأبياتِ الشِّعريةِ المحبوكةِ بيتًا بيتًا في قصيدةٍ بالتتابُعِ.
لقد أدركَت الدراسةُ – بالمنْهجِ الوصْفيِّ، والأسلوبِ التحليليِّ، وتوظيفِ المقارَباتِ الإحصائيَّةِ- أنَّ سجيَّةَ الطبعِ و البديهة و الارتجال لا تُنتجُ الشِّعرَ (المحبوكَ الطرفَيْن)؛ وإنْ كانت الموهبةُ المتوقِّدةُ، والقريحةُ المِطْوَاعةُ, تُغذِّي صورَهُ, ولا تُقيمهُ مستويًا ناضجًا على البديهةِ؛ لأنَّه جهدٌ ذهنيٌّ, ومُكابدةٌ عقليَّةٌ –منطقيَّةٌ, وذاكرةٌ لغويَّةٌ, وصناعةٌ إراديَّةٌ بقصديَّةٍ أدبيَّةٍ - شِعريَّةٍ, إذ تمكَّنَ صفيُّ الدين الحلي([i])(ت 750هـ) من صِناعةِ الشِّعر (المحبوكِ الطَّرفَيْن), ليصبَح مصطلحُ (الصِّناعةِ) أقربَ إلى المهارةِ والجدَّةِ، وأبعدَ عن التصنُّعِ والتقليدِ والمحاكاة, مُلتصقًا بالإبداعِ والدهشةِ, مفارِقًا للعقْمِ والجمودِ.
([i]) تنظر ترجمته وأخباره في : فوات الوفيات 1/579 ، الوافي بالوفيات 18/192 ، الدرر الكامنة 2/369، بدائع الدهور 1/173 ، البدر الطالع 1/398 ، تاريخ آداب اللغة العربية 3/135 ، الأعلام 4/141 .