
الأعراض النفسية الصدمية لضحايا داعش وعلاقتها بردود أفعالهم النفسية والانفعالية بعد انكساره
Author(s) -
علي عبد الكاظم عجة الشمري
Publication year - 2018
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss27.67
Subject(s) - psychology
يبدو إن القدرَّ جعل أرض العراق موعودةً بالحملات التترية على مرَّ التأريخ، بيدَّ إن المراقبين للشأن العراقي وهم كُثُرّ يعدون ما حصل في آذار2013 من اختراق تنظيم داعش الارهابي لهذا البلد يضاهي كل ما تعرض لهُ من دمارّ منذ ولادة الحضارة الإنسانية فيها حتى اليوم، ذلك إن تلك المجموعات الارهابية المدعوة بـ داعش جاءت مشحونة بكل انفعالات البرابرة على هذا الشعب بما لم يشهد له التأريخ مثيلاً لا عند هولاكو ولا هتلر ولاهيرادوتفتش الصربي، فلم يبقي لفئة من الحياة باقية وكأنه يسير وفق خطة تسلسلية في التخريب والإبادة، ولعل ذلك يعطينا مؤشراً لأهداف من أوجد هذا التنظيم البربري تمثلت بـ: قتل أكبر عددّ من البشرّ بدعوى الطوائف الملحدة، وهدم المساجد المقامة على قبور الأنبياء كونها ذات دلالة تأريخية دينية بدعوى الشركّ، ونسف المعالم الحضارية كالتماثيل والمنحوتات والجداريات الصخرية بدعوى الوثنية والصنمية، وهكذا يتبين لكل ذي لب كمّ التخطيط وامكانات الجهات التي هيأت داعش لتحقيق أهدافها الدفينة المترسبة لديها عبر سنين تجاه هذا البلد بدوافع شعورها بالنقص الثقافي والحضاري والمعماري، فاستثمرت تلك الظروف التي لا تعوض لتنفيذ أحلامها المريضة في محو الشخصية العراقية وهويتها الاجتماعية العريقة وإرثها العلمي والثقافي والحضاري والديني، إن ما استهدفه هذا التنظيم الهجين أكثر وأكبر وأعمق من الدماء التي سفكها من العراقيين على أرضهم، وإن الهدف الإستراتيجي الذي توخاه المؤسس لهذا الكيان المسخ أبعد وأشمل من جغرافية وحدود هذا المكان... إنهُ برأي بعض المحللين النفسانيين يعكس ذلك الأرقّ الذي إسمهُ العراق بطينهِ ونخلهِ وظلهِ وروحهِ وعتادتهِ ونوعية الإنسان فيه وعقلهِ الذي صنع كل ذاك التأريخ والعمران والتراث الفكري والعلمي والفني والاجتماعي، إنها ضغينةُ البداوة للحضارة، والرمل للحجارة، والصحراء للأرض الخضارة، وهو ما تبرهن عليه سلوكيات تلك العصابة التي جسدت بِكلّ وضوح ذلك التيار من العُقَدّ النفسية المتغلغل في عقل وذات المؤسسّ لتلك الزّمرّ المعتلة بالغيرة والنقص والنكوص الفكري لترتكب تلك الفضاعات بقتل أكثر من 130 ألف إنسان، وتشرد 3مليون آخرين، وتسبي وتغتصب أكثر من 1000 إمرأة، وتسرق ما يقرب من 100 مليار دولار، وتحرق وتخرب أكثر من 100ألف دار ومؤسسة ومكتبة ومسجد وجامعة، وأكثر من ألف مخطوطة و10آلاف قطعة أثرية لا تقدر بثمن لأنها تروي قصة الإنسان وكيف بنى حضارة وكيف أسسَّ للعالم أنموذجاً في الحياة، إنها مشيئة الله في خلقه وعلى أرضه(Research Team,2014,1-3).