اثر عوامل الضغط النفسي والاجتماعي على سلوك إدمان المخدرات

تشير الإحصائيات الصادرة عن البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات (UNDCP)، والمكتب العربي لشؤون المخدرات مؤخراً إلى أنَّ انفتاح حدود العراق إثر الاحتلال وبشكل غير مسبوق أدى إلى دخول المواد ذات الفعل ألإدماني الخطر أمثال الحشيش والهيروين والكوكائين وغيرها، بعد أن كان من البلدان شبه النظيفة منها. وتفيد تلك الهيئات أن النسبة من (7-13%) من الأفراد بعمر يتراوح بين (16-45) سنة يتعاطون المخدرات حالياً، وغالباً ما تتركز النسبة في المحافظات الجنوبية. وإنّ ما قد يزيد من خطورة تلك المشكلة مجيئها في ظرف استثنائي يمر به البلد، حيثُ يعيش مواطنوه ضغوطاً كثيرة أولها فقدانهم الأمن نتيجة حالة الفوضى والتدهور الماثلة في الشارع العراقي . ما قد يدفع البعض منهم لتعاطي تلك المواد بهدف التخفيف من الآثار النفسية الصدمية الناجمة عن تلك الضغوط. لذا جاء البحث الحالي بهدف التعرف فيما إذا هناك أثر للضغوط التي يتعرض لها الأفراد المتعاطون للمخدرات بتعاطيهم إياها، وإلى أي مدى يمكن أن تشكل تلك الضغوط عوامل سببية  أصلية في إحداث سلوك التعاطي للمواد المخدرة أو مديمة له. تمَّ اختيار (100) فرد من متعاطي المواد المخدرة المراجعين والراقدين في الشعب النفسية لمستشفيات الزهراء والكرامة والطواريء في الكوت مثلوا المجموعة (السريرية)، كما تم اختيار(100) فرد من غير المتعاطين من المجتمع العام مثلوا المجموعة (الضابطة)، جميعهم من الذكور، وبعمر(25-45) سنة. كما تم إعداد مقياس للضغوط النفسية والاجتماعية للإدمان، بلغ (25) فقرة و استخرج الصدق لهُ بمؤشرين:ظاهري وبناء، كذلك استخرج الثبات بإعادة الاختبار . النتائج : ظهرَّ أنَّ الأفراد متعاطي المخدرات أكثر تعرضاً للضغوط النفسية والاجتماعية من غير المتعاطين، والذي يرجح أن يكون إقدامهم على تعاطي تلك المواد بدفع تلك الضغوط أو بأثرها ... وتتفق تلك النتيجة مع نتائج غالبية الدراسات في هذا المضمار، ومنها  دراسة (سويكا، 2000) و (ونترز، 1999) . المقترحات: قيام مسح وبائي للإدمان يوفر إحصاءات موثوقة لمدى وحجم المشكلة في العراق.تناول بعض المتغيرات النفسية والاجتماعية ذات العلاقة بظاهرة تعاطي المخدرات منها(الحرمان الاجتماعي،والأمن النفسي والاجتماعي،والعنف العائلي،وإيذاء الذات)،تناول بعض المتغيرات الديموغرافية (اليتم،والمستوى المعاشي،والمكانة الاجتماعية). التوصيات: ندعو إلى تأسيس (لجنة وطنية ) يمتزج فيها عمل الجميع من مؤسسات أمنية وصحية وقانونية وأكاديمية ودينية وثقافية ومنظمات مجتمع مدني،في تفاعل وظيفي على مستوى البحث والتشخيص والتخطيط والتنفيذ، كلٌ باختصاصه يعمل إزاء الظاهرة، وتفتح مراكز لها في جميع المحافظات ولاسيما الجنوبية منها. تكثيف جهود وزارة الداخلية ووزارة الأمن الوطني لمراقبة الحدود.