د. حاتم الصكر والموقف النقدي من قصيدة النثر العربية

وقف النقاد العرب مواقف متباينة من قصيدة النثر ، منقسمين على أنفسهم ، فمنهم من وقف بالضد منها ، رافضاً هدا الشكل الشعري الجديد ، متهماً أصحابه بشتى التهم ، معيداً إلى الأدهان " الخطاب النقدي المألوف في منتصف الأربعينيات ، وهو يواجه مقترح الرواد حول تجديد القصيدة العربية " (1) ؛ إد بقي التطير من التجديد مسيطراً عليه قبل أن تسطع شمسه في سموات القصيدة العربية . ولسنا هنا بصدد دراسة ذلك الموقف والاسباب الكامنة وراءه ، فقد شغل مساحة غير قليلة من الخطاب النقدي حول قصيدة النثر ؛ لكن الذي يهمنا – هنا – هو الموقف المؤيد لقصيدة النثر والمرحب بها ؛ إذ شغل مساحة واسعة من اشتغالات النقاد العرب ، وقد كرس بعضهم جزءاً كبيراً من جهده النقدي لهدا الزائر الجديد ، عاداً زيارته فتحاً مبيناً في الشعرية العربية ، ومن هؤلاء الناقد حاتم الصكر الذي كرس جزءاً غير قليل من مشروعه النقدي إلى قصيدة النثر ، كاشفاً الخصائص الفنية والجمالية التي تتضمن هذا النوع الشعري ، فضلاً عن اشكالية المصطلح ومشروعيته ، وما إلى ذلك من قضايا نقدية شغلت المشهد النقدي الراهن ؛إذ بنى موقفه النقدي من قصيدة النثر عبر مجموعة من الدراسات التي توزعت بين كتبه ، سواء أكانت في ضمن كتاب  أم شغلت الكتاب كله ، كما تجسد في كتابيه " قصيدة النثر في اليمن " و" حلم الفراشة "  ، كما من المفيد القول : إن بعض هذه الدراسات اشتغلت على الجانب التنظيري ، في حين جمعت دراسات أخرى التنظير والإجراء معاً، وهو ما نقف عنده في متن هذه الدراسة.