الجذر التاريخي للهوية الوطنية العراقية

تعرضت الهوية العراقية الى محاولات لتبديلها بهويات فرعية لا تسد مسدها..ورافق ذلك الادعاء بحداثة العراق وان بريطانيا صنعته قبل مائة سنة..تعقبنا في بحثنا تداول اسم العراق عقب الحقب التاريخية المختلفة مع الاشارة الى انه وطن بالحدود التي هو عليها الان منذ اكثر من اربعة آلاف سنة عندما وحّده سرجون الاكدي.. ومن خلال الفهم الواعي لفلسفة الهوية الوطنية،نجد ان المنظرين الغربيين حددوا عنصرين اساسيين لها وهما الارض واللغة..فكيف يمكن تطبيق ذلك على واقع الهوية الوطنية العراقي..هذا ما نهجناه في بحثنا الذي تناول هذين العنصرين .. ولقد كانت الحضارات العراقية القديمة والمتعاقبة تحمل من الشواهد والادلة على ان وحدة وطنية تفرز هوية وطنية عراقية مائزة قائمة منذ الازمنة التي ازدهرت بها تلك الحضارات..ومن بين الامور التي انتقيناها في هذا السبيل ملحمة كلكامش وشريعة حمورابي.. فملحمة كلكامش التي هي سومرية المنشأ لم تكن حبيسة مدن سومر وانما كانت ملحمة عراقية وطنية ترقى الى مستوى النشيد الوطني..فإنك تجدها في جنوب العراق السومري وفي بابل الكلدانية وفي نينوى الاشورية .. أما شريعة حمورابي فهي لم تكن من بنات افكار الملك البابلي الاموري ولا مستشاريه وانما هي حصيلة الفكر العراقي القانوني التراكمي على مدى آلاف السنين..فمصادرها قوانين من جنوب ووسط وشمال العراق ..مما يدل على انها منجز وطني عراقي وليس بابلي فحسب. وتوصلنا الى ان سكان العراق منذ ذلك الوقت كانوا مجتمعا متجانسا يشكل ما نصطلح عليه الان بالشعب من خلال الشواهد والادلة التي تركها أولئك السكان أو الشهود الاجانب كهيرودوت وغيره.     خرجنا بمحصلة تقود الى بعض التوصيات التي نتمنى ان يتبناها المؤتمر الموقر خدمة للمصلحة الوطنية العليا التي تهدف الى ترسيخ فكرة المواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية التي لمسناها متجذرة في كل حقب تاريخ الوطن.