
هوية العراق الحضارية بين العمق التاريخي والتصدع السياسي
Author(s) -
ماهر جبار محمد علي
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss1.868
Subject(s) - political science
كثرت البحوث والدراسات التي تناولت موضوع الهوية الوطنية ونشرت الكثير من المقالات في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ويقف كل فريق عند بعض النصوص ليبرر وجهات نظره سلبا او ايجابا.
لاشك ان لموضوع الهوية اهميه بالغه وخطيرة لما يترتب عليه من نتائج قد تكون وخيمه او قد لا تكون على الشعب والبلاد لاسيما اذا ما قرأت من مثقفين واصحاب الراي قراءة خاطئة وفي غير محلها نتيجة لحسابات انيه وعاطفيه ومصلحية كرده فعل او لأسباب ايديولوجية او تنفيذا لسياسة خارجية.
مر على تاريخ العراق الحضاري الاف السنين ولا زال هناك من يعتقد ان هذا البلد فيه هويات فرعية غالبة على الهوية الوطنية، وفي العقد الاخير ظهرت للسطح اصوات تدعي العلمية والثقافة لتتصدر المشهد وتسعى بقوة نحو تشرذم المجتمع العراقي متخذين من التاريخ مطية للعبور فوقها بمساندة الماكنة الاعلامية والمشاريع الخارجية والرغبة في زيادة تمزيق البلاد وديمومة الصراعات الناشئة التي حالت دون كشف الحقائق كاملة، على الرغم من ان علم التاريخ نفسه يكشف النظرة السطحية لهؤلاء ولمشاريعهم البائسة.
ولذا يمكن البدء من خلال توجيه عدة اسئلة استفهامية تقودنا لؤال مركزي ، منها : لماذ يختزل العراق بالصراع القومي والمذهبي؟ لماذا التركيز على الفرعيات دون الاصول ؟ لماذا الابتعاد عن حضارات العراق في الحديث عن الوطن والمواطنة ؟ هل العراق ولد عام 1921 بختم بريطاني ؟ او مع تأسيس البصرة 14 هـ ؟ او ربما مع نشوء دولة المناذرة 268م ؟ لماذا تاهت هوية العراق على الرغم من قوة مقوماتها ؟ ماهي مقومات او مكونات هوية العراق ؟
ربما من الممكن توجيه سؤال مركزي بعد كل هذه الاسئلة... هل من الممكن العودة الى هوية تجمع كل العراقيين ؟
لقد كان العراق بمختلف مسمياته عبر التاريخ (بلاد وادي الرافدين او ارض السواد او الميزوبوتاميا او بلاد مابين النهرين) وطنا للعراقيين الذين عاشوا فيه منذ الاف السنين من السومريين والاكديين والبابليين والكلدانيين والآمورين والاشوريين والسريان والعرب والاكراد والتركمان والايزيديين والشبك، ولم يكن مجرد ارض تضم مجموعات متفرقة من الطوائف والقوميات والاديان.
من هذه المنطلقات وجهنا عقلنا الباطن وتفكيرنا الظاهر نحو هدف واحد ((هوية العراق الحضارية بين العمق التاريخي والتصدع السياسي)) وهو عنوان البحث الذي دأبنا على كتابته منذ عدة اشهر وكنا نبحث عن من يلملم افكارنا ويوجه انظارنا نحو هدفنا الابدي وهو حب العراق وخدمة هويته اعتزازا به وطنا غاليا بحضارته وارضه وشعبه .
أفرزت خطة البحث عن اربعة محاور تناول الاول منها مقومات الهوية العراقية وازمتها بين الماضي والحاضر من سومر واكد وبابل واشور ونينوى الى البصرة والكوفة وبغداد الى النجف الاشرف الى الوقت الحاضر .
اما الثاني فقد كان هناك استمارة بحث معنونه ((نظرة النخب الى الهوية العراقية)) وهي عبارة عن خمسة اسئلة موجهة الى النخبة الاكاديمية والمثقفة عن حقيقة الهوية ونظرة الشعب اليها، والاسئلة كانت اجابتها محددة بنعم او لا وكالاتي :
1 هل تفتخر بوطنك ؟
2 هل تؤيد الاقاليم المذهبية ؟
3 هل تعتقد ان هناك هوية جامعة لكل العراقيين؟
4 هل التدخل الخارجي سبب في ضياع الهوية العراقية؟
5 هل تنفع حضارات العراق العريقة ان تكون اساساً لهوية عراقية موحدة ؟
في حين تناول المحور الثالث تأثير الطبقة السياسية على الهوية الوطنية من خلال اراءهم ونظرتهم وايديولوجيتهم وعقدهم وماضيهم وانعكاس ذلك على الناس وتأثرهم به ، في الوقت الذي تناول المبحث الرابع والاخير امكانية العودة الى الهوية الوطنية الجامعة والموحدة مع الاخذ بنظر الاعتبار نماذج للهويات المتكونة حديثا في بعض البلدان ونماذج اخرى تعتز وتحافظ على هويتها الحضارية ولا تتخلى عنها في اصعب الظروف .
لقد اجاب البحث على السؤال المركزي المطروح في البداية واشكالية التي نبحث عن حل لها ، وتتمثل بمدى امكانية العودة الى هوية عراقية جامعة ، وتمثلت الاجابة على السؤال بخارطة طريق اساسية او معايير ومبادي وطنية للوصول الى عقيدة وطنية واحدة جامعة وشاملة ،وذلك خاتمة البحث والاستنتاجات التي توصل لها الباحث.