
ثقافة التسامح والتعايش السلمي في المدرسة الرواقية
Author(s) -
أحمد مجيد راضي
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss1.861
Subject(s) - medicine
عند البحث والتقصي في الموروث الفكري والانساني ومجمل النشاط الحضاري الذي خلفته لنا المدرسة الرواقية، فأننا نرى وبشكل واضح ماهية تعامل هذه المدرسة مع المجتمعات الانسانية ككتلة واحدة ودولة واحدة تكون الرابط الاساس والمرتكز الرئيسِ فيها هو رباط الانسانية، فضلا عن الاله الواحد المتحكم في العالم الذي يجعل جميع البشر متجهين نحو عبادة واحدة مما يجعله في بوتقة واحدة امام الله، فقد ادركت هذه المدرسة الاخلاقية تمام الادراك وبوعي تام ان التنوع والتعدد العرقي والعنصري هو شأن طبيعي وموجود في المجتمع الانساني منذ الخليقة الأولى للبشر ولا سبيل الى الغائه بل هو مصدر للثراء وسبباً للرقي، إذا ما تم ارساء مبدأ وثقافة التسامح والتعايش في المجتمع، ذلك لان هذا الاختلاف والتعدد في هذا الكون هو ضرورة اجتماعية وواقع ملموس، وفيه حكمة الهية، ومن هذا المنطلق كانت فلسفة الاخلاق الرواقية تمثل محور الفكر الرواقي، وذلك من خلال اعترافهم بضرورة وجود الدين كمؤسس للأخلاق الفاضلة، التي تتجلى من خلال التسامح لعقائد الشعب الدينية، وضرورة الاعتراف بالآخر من حيث إنها تجعل العالم أسرة واحدة أو ما يسمى بعالمية الكون، فضلا عن المساواة التامة بين بني البشر، فهي تنبذ كل عناصر التفرقة الجنسية واللونية والعبودية وتبحث في ميدان الانسانية التي لا تحدها الحدود و لا الفواصل الجغرافية فهي تنظر الى الانسان كأن انسان بمعزل عن أية اعتبارات ثانوية. اما محاور البحث فقد جاء على ثلاثة محاور، تضمن المحور الأول مفهوم التسامح والتعايش السلمي لغةً واصطلاحاً، أما المحور الثاني فقد تناول زينون مؤسس المدرسة الرواقية والذي سلط فيه الضوء على التعريف بزينون والرواقية تسميتها وفلسفتها، اما المحور الثالث فقد ركز على الدولة الكونية الأخلاقية في المدرسة الرواقية ودورها في القضاء على الفوارق الاجتماعية، والذي ناقشنا فيه الاخلاق والفضيلة الرواقية الطريق لوحدة العالم، فضلا عن الدولة الواحدة ودورها في ارساء الرابطة الانسانية.