z-logo
open-access-imgOpen Access
الهجرة الخارجية واثارها على القيم الاجتماعية والسياسية في محافظة دهوك
Author(s) -
سعد صالح خضر,
سعاد عبد الله محمد
Publication year - 2020
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss1.1244
Subject(s) - philosophy
تعد الهجرة واحدة من ضمن القضايا الشائكة التي اجتذبت نظر السياسي و السوسيولوجي ، والمؤرخ و الجغرافي ،وغيرهم وذلك على اعتبارها ظاهرة اجتماعية متواجدة منذ القدم ، و يمكن إرجاع ذلك إلى البحث الدؤوب عن ظروف معيشية أمثل، سواء تعلق الأمر بالمعطى الاقتصادي او السياسي او النفسي أو الاجتماعي، و يمكن القول أن الهجرة باعتبارها ظاهرة اجتماعية تحمل في طياتها تحولات اجتماعية مختلفة ، منها : البنية الديموغرافية، الشبكة العلائقية  التواصلية ،اضافة الى اثارها الواضحة في تغير القيم الاجتماعية في مجتمع المهجر، وتشكل الهجرة الخارجية مشكلة بالنسبة لجميع المجتمعات وذلك لما تجلبه تلك الهجرات من تنافس على فرص العمل المتاحة والتأثير على الهوية القومية وقضية استيعاب المهاجرين الجدد واندماجهم في داخل المجتمعات التي نزحوا اليها .  أصبحت الهجرة الدّوليّة اليوم ظاهرة حيويّة على المستويين الاجتماعي والسياسي للمنطقة. اذ انه من العسير التّقليل من قيمتها أو التّغاضي عنها للأهمّيّة الّتي تكتسيها في الآونة الأخيرة ، وبسبب الحروب الداخلية التي يعاني منها الشعب السوري كان لا بد له من الهجرة الى الدول المجاورة ومنها العراق وكان لإقليم كردستان ومحافظة دهوك تحديدا النصيب الاوفر من هذه الاعداد  المهاجرة  حيث اكدت مفوضية الامم المتحدة لشؤن اللاجئين  في العراق ان العراق يأوي 250الف لأجيء سوري ،منهم 97% متواجدين في اقليم كردستان ، ويعد مخيم دوميز الموجود في محافظة دهوك اكبر هذه المخيمات اذا يستوعب 20 الف لأجيء وبسبب هذه الاعداد الكبيرة باتت التّحرّكات الهجريّة ذات أثر واضح في خصائص المجتمع الحضري لمحافظة دهوك لاسيما المهاجرين السوريين الى هذه المحافظة . ولا شكّ في أنّ التّفاعل القائم بين المجتمع من جهة والسياسة من جهة اخرى يفضي إلى تحوّلات عميقة تعيشها المحافظة إلى درجة أصبحت فيها الهجرة الخارجية والداخلية يمثّلان مع بعضهما البعض النّقطة المركزيّة في سياسات المحافظة واهتمامها الاجتماعي . حيث اوصت الأمم المتحدة بان تتضمن استمارة التعداد في كل دولة او وحدة إدارية الخصائص الجغرافية الاجتماعية وخصائص المهاجرين والاسر العميشية والخصائص الاجتماعية للسكان والسياسية ، اذ اعتمد البحث الحالي على عدد المهاجرين الخارجيين ضمن الإحصاءات الموثقة في إقليم كردستان – العراق سيما محافظة دهوك التي تمتاز بهجرة وافدة عالية من بين المحافظات الأخرى ، ثم بيان حجم الهجرة خرائطياً ومواقعها المكانية ليتسنى دراسة الواقع الحالي لها وتاثيراتها الاجتماعية والسياسية على المحافظة. فالهجرة بمعناها الشامل الجامع هي انتقال المرء من مكان الأصل الى مكان الوصول ، وبذلك فهي تتاثر بمعيار طول مدة الابتعاد عن المكان الأصلي والإقامة في المكان المقصود أنّ الهجرة الخارجية او الدولية ليست بظاهرة جديدة ولكن جديدها هو ما يحصل من تغيّر في حجمها وأنماطها ودوافعها وآثارها على القيم الاجتماعية واثارها على محافظة دهوك بشكل يجعل المجال السياسي يهتم بها كنتيجة لفعاليّتها على إثر تعزيز منزلتها الاجتماعيّة. الامر الذي يتطلب اهتماماً في تناول انعكاسات هذه الظّاهرة بصورة شموليّة على القيم الاجتماعية التي لعبت دوراً كبيراً في خلق هذه الحركية السكانية. إذ تتمثل اثار الهجرة الخارجية بهجرة القرابة والمعرفة والدين والقومية واللغة والذين تربطهم معهم الروابط الاجتماعية المذكورة لتسهل عليهم التكيف في بيئة المهجر ما أدى الى زيادة اعداد المهاجرين الى محافظة دهوك . فضلاً عن تحمل المحافظة بعض اثارها منها الضغط الكبير على مؤسسات الدولة والخدمات وارتفاع نسبة البطالة نتيجة لزيادة اعداد المهاجرين وعملهم باجور اقل من الحد المقرر وبالتالي ترتفع نسبة البطالة ما يشكل اثار اجتماعية تتزامن مع الاثار الاجتماعية الأخرى كالعادات والتقاليد والقيم والأعراف الاجتماعية التي يحملها المهاجرين.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here