أطفال عصابات داعش الإرهابية تحديات مجتمعية ومستقبل مجهول

إن الحروب عبر العصور التأريخية كانت تحمل ويلات للشعوب التي تخوضها أو تقع على أراضيها, ومنذ القدم فأن مخلفات الحروب تكون أشدُ وطأة على المجتمعاتِ الانسانية من الحُروبِ نفسَها, والعراق كان ولا يزال جزءاً من هذهِ الدول التي مرت بحروب وصراعات ونزاعات كادت أن تؤدي في بعض الاوقات الى تهديد نسيجهُ الاجتماعي بالانهيار لولا وجود عقول خيرة وارادة مجتمعية قوية وروابط أجتماعية ناضجة ساعدت على تجاوز هذه المهددات. إذ مَر العراق بعد (9/4/2003) بمشكلات أجتماعية خطيرة أثرت بشكل كبير في المجتمع ولعل آخرها احتلال عصابات داعش لثلاث محافظات واجزاء من محافظتين, أفرز ذلك مشكلة تضاف لما هو موجود وهي الاطفال المولودين في الحرب نتيجة الزواج الذي كان يعقد في محاكم يعُدها التنظيم الارهابي شرعية بمحافظةِ نينوى تحديداً يضاف لهم اطفال المغتصبات من قبل أفراد تلك العصابات والاطفال المنتمين لهذه العصابات من العراقيين والاجانب الذين دخلوا الى العراق مع ذويهم والمختطفين والمجندين للقتال ممن لا يُعرف نَسَبُهم, لقد تركت هذه العصابات قيم وافكار وثقافة لم يعهدها المجتمع في محافظة نينوى من قبل, إذ أُعيد المجتمع لعصور الجاهلية من خلال قيم البداوة في السبي والقتل على الهوية الدينية والعرقية ونبذ الاديان وامتهان كرامة المرأة والغاء ودثر معالم الحضارة والعلم والتطور التقني والانقطاع عن العالم الخارجي.          وخَلف ذلك جملة من التحديات التي تواجه قبول أطفال هذه العصابات أو المنتمين معهم في المجتمع وصعوبة الاعتراف بما حصل من زيجات أبان مدة حكم عصابات داعش لمحافظة نينوى, ويعد موضوع التحديات التي يشكلها هؤلاء الاطفال من الموضوعات الحساسة والخطيرة في المرحلة الراهنة والتي أن تُركت بلا حلول فإنها سَتولد للمجتمع العراقي مُشكلات يَصعبُ حلها في قادمِ الايام, فالاطفال محتجزون في سجون ومخيمات مع أمهاتهم أو رفاقهم ولم يتم التحرك لإعادة تأهيلهم لنزع ما تبقى من أفكار وقيم هذه العصابات من عقولهم, فمرحلة ما بعد داعش ستكون ذات أبعاد خطيرة أذا لم يُحسن التعامل مع ما خلفته من أفكار في النشئ الجديد الذي تربى على قيم وافكار هذه العصابات