
موقف الرأي العام من الحكم السلجوقي للعراق
Author(s) -
Muhammad Muzaffar Yahya
Publication year - 2020
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol1.iss1.1239
Subject(s) - environmental science
يتركز محور موضوعة البحث حول حقبة تاريخية مهمة في العصر العباسي الثاني، التي تبدأ منذ وصول السلطان السلجوقي طغرلبك الى بغداد، اذ اصبح العراق بعدها خاضعاً للحكم السلجوقي، وما تيع ذلك من تأثيرات وانعكاسات سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة على اوضاع البلاد بشكل عام، والخلفاء العباسيين على وجه الخصوص .
ومع ذلك قلا يستطيع احد من الباحثين ان ينكر الاثار الايجابية لحكم السلاجقة الذين جاءوا الى العراق بعد نداء الاستغاثة الذي وجهه الخليفة العباسي القائم بأمر الله الى السلطان طغرلبك من اجل ايقاف نزيف التدهور الذي كان يشهده العراق في المدة المتأخرة من العصر البويهي، اذ استغل البساسيري الذي يعد احد قادة البويهيين حالة الصراع والتطاحن بين امرائهم على كرسي الحكم، فحاول تهديد واسقاط الخلافة العباسية بالاتفاق مع دولة الفاطميين في مصر. ولهذا فقد كان قدوم السلاجقة الى العراق من اجل اعادة ضبط الاوضاع السياسية والامنية في البلاد .
ورغم محاولة سلاطين السلاجقة بيان ان سياستهم العامة ترتكز على اظهار مشاعر الود والاحترام للخلفاء العباسيين امام الملأ، وان شرعية حكمهم مستمدة من ارضاء ومباركة مؤسسة الخلافة، بيد اننا لا يمكن ان نغفل عن حقيقة واضحة للعيان وهي ان طابع الهيمنة والتسلط قد خيم على الاوضاع السياسية في العراق مما ادى الى استشراء الفوضى والفساد في البلاد وانتشرت اعمال السلب والنهب، ففقدت الامة الكثير من امكاناتها بسبب طيش هؤلاء ونزقهم وصراعهم على عرش السلطنة .
لقد كان لهذه الاوضاع اثراً مباشراً على الخلافة وعلى الرأي العام اذ بدأ الجميع بالتصدي لموجة الاستبداد والفساد، وبرز بعض الخلفاء الذين رفعوا راية المقاومة والجهاد للحد من النفوذ السلجوقي معتمدين في ذلك على التأييد الشعبي الكبير لهم، وقد تجلى ذلك في المعارك التي خاضتها تلك الجماهير والتضحيات الكبيرة التي قدمتها .