الانحرافات المعاصرة في التفسير" القراءات الحداثية أنموذجا "

 للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الثاني الموسوم (قضايا التعليم وتحدياته في ضل التطورات المعرفية والتكنولوجية المتسارعة) ضمن المحور الاول " علوم القران والتربية الاسلامية "    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين البحث عبارة عن بيان منهج الحداثيين في تفسير النص القرآني، وبيان ان هذا المنهج من المناهج الغالية في العقل وله توجهات ومغالطات كبيرة اذ تسعى هذه القراءات الى افراغ النص من محتواه، وانها تخالف القواعد العامة التي من خلالها نفهم القران الكريم     لقد نزل القران الكريم لهداية الناس اجمعين ،وللأخذ بأيديهم الى سبيل النور المبين والصراط المستقيم ،ومن اجل ذلك كانت لغة هذا الذكر الحكيم بينة واضحة ومعربة عن مقاصد الوحي واغراض الرسالة      ولقد لبث المسلمون دهرا طويلا يفهمون تلك المقاصد ،على هدي النبي الامين ،حتى نبتت في هذا العصر طائفة من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا بيد انهم من اهل الحداثة والتغريب ،تسوروا على اسرار القران ومعانيه السامية فذهبوا يقرؤون القران قراءة جديدة معاصرة ،تمسخ مفاهيمه ،وتعيد النظر في احكامه وتشريعاته ،اذ فسروا القران الكريم تفسيرا جديدا يجري في ركاب موضة العصر ويساير اخر صيحات النظريات اللسانية الغربية المعاصرة ،ومناهج مدارس تحليل الخطاب في العالم الغربي      فطريقة هؤلاء القوم تفسير النصوص الشرعية بالتأويلات الفاسدة المتضمنة تكذيب الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فحسبهم بذلك بطلا  ، وقد صدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم « سَيَكُونُ في آخِرِ أُمَّتِى أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ »  وفي لفظ اخر" يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم"      وحرصنا منا ومواكبة مع محاور المؤتمر، ارتأينا ان نسلط الضوء على موضوع الحداثة والقراءات المعاصرة للنص القرآني لان هذه التفسيرات الحداثية تشكل هجمة شرسة على الثوابت اضافة الى ذلك فإنها تتعارض مع الضوابط العامة لفهم النص القرآني ، وهذه القراءات تقوم على اساس التأويل ،والتحريف لتمرير قناعاتهم الفكرية ،وتأصيل اجتهاداتها ارضاء للغرب وتزلفا له