القواعد الآمرة وتأثيرها على مصادر القانون الدولي

يوجد في كل نظام قانوني مجموعة من القواعد الأساسية تعرف بالقواعد الآمرة, وهذه  القواعد لا يجوز مطلقاً الاتفاق على مخالفتها, والقواعد الآمرة في القانون الدولي هي القواعد التي يؤدي عدم مراعاتها إلى التأثير في جوهر النظام القانوني الدولي, إذ لا يستطيع فيه اشخاص القانون الدولي أن يعقدوا معاهدات خلافاً لهذه القواعد، وذلك لأن عملهم سوف يتعرض للبطلان, كما إن ظهور أي قاعدة آمرة من شأنه أن يبطل القواعد القانونية الدولية النافذة المخالفة لهذه القاعدة, وقد نصت اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969  في المادة (53) منها على القواعد الآمرة، كما أن الفقه والقضاء الدولي يقر بوجود القواعد الآمرة في القانون الدولي, وتحلل هذه الدراسة فكرة القواعد الآمرة من حيث التعريف بها, ودراسة طبيعتها القانونية, فضلاً عن تحليل التأثير الذي تتركه تلك القواعد على مصادر القانون الدولي التعاهدية وغير التعاهدية.