تجليات اِسْتِدْعاء المقدَّس الدِّيني في شعر ياس السعيدي

تمثل الشِّعريَّة المتألقة سيرورة دائمة، وحركة مستمرة، ورؤى متنوعة ومتغيرة، وصور تستمد ديمومتها من العمق الإنساني الذي يمدُّ الإبداع بعوامل التجدد والاتِّساع والانفتاح على ميادين إبداعية مختلفة ، من هنا يمكن تبرير اختلاف مضامين نصوص الشاعر ياس السعيدي، وتنوع مصادرها وأنواعها وانفتاحها على دلالات مختلفة ، والنص المقدس كالقرآن الكريم وقصص الأنبياء والألفاظ والشخصيات التي شاع تقديسها بين الناس، تمثل بمجموعها فضاءً من أبرز الفضاءات الشعرية التي جادت بها قريحته، وأحدثت صدىً كبير في مسيرته الشعرية ، ليس على مستوى التشكيل النصّيّ والصورة الشعرية فحسب ، بل حتى على مستوى الرؤية، والأفق الشعري، والرغبة في المغايرة والاختلاف الناتج عن ثقافة قرآنية لا يستهان بها. وقد سلّط هذا البحث الضوء على تجليات استدعاء الشاعر للمقدس الديني في أعماله الشعرية الموسومة " كالحجارة أو أشد قسوة" التي ضمّت ثلاثة دوواين والصادرة في العام 2019 عن المكتبة الأدبية المختصة في النجف الأشرف.يهدف البحث إلى تقصّي استدعاء المقدس في ثلاثة حقول هي " آيات القرآن وقصص الأنبياء والألفاظ المقدسة"، وخلص إلى ما يمكن وصفه نجاحاً للشاعر في توظيفه للمقدس، بالكيفية التي جعلته أكثر قرباً من المتلقي برؤية عميقة، واقتصاد لغوي، وتَدَفَّق عاطفي وحس مُرهَف.