مقومات نجاح القادة في المنهج القرآني

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله الطيبين الطاهرين و أصحابه المخلصين و من اهتدى بهادهم إلى يوم الدين وبعد :    فالقيادة ضرورة اجتماعية ملحة لا يمكن الاستغناء عنها وهي ذات أصول بعيدة جداً تتصل بوجود الانسان منذ القدم فأينما اجتمع عدد من الناس صار وجود القائد أمراً ضرورياً لينظم لهم شؤونهم العامة ويرعاها ، وفي الإسلام نشأت مع بداية الدعوة وبزوغ فجرها إذ تولى الرسول محمد(ص) قيادة المسلمين وتوجيههم بدقة عالية نحو تحقيق اهداف الرسالة المحمدية ، إذ وضع القران الكريم القواعد والأسس التي يجب أن يتحلى بها كل من اراد أن يتولى أمور الأمة الإسلامية فقد بين العلة من وجود القيادات الناجحة وعدها من الضروريات اللازمة لكل أمة وبين الصفات الواجب توافرها بالقائد كالثقة بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والامانة والعلم والمعرفة وغيرها الكثير ، وهذه الصفات وحدها لا تمكن القائد من النجاح بل ذكر القران الكريم ضوابط اخرى متممة ، كوجود القواعد المؤمنة بالعمل ، وتفعيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كذلك العمل الجماعي الدقيق وصلاحه من ضمن مقومات نجاح القادة ، وبتكاتف الجهود بين القائد الصالح الذي يعمل ضمن ضوابط الوحي المنزل على النبي الاكرم (ص) وبين الأمة الواعية والمطيعة فينتج من ذلك مجتمع ناجح بمختلف المستويات فتصبح الأمة مؤمنة بالله سبحانه وتعالى ويعم المجتمع الامن والعدل والمساواة ، ويعيش الناس في فسحة من العيش الكريم ويعم الخير وتكثر البركات وهذا مراد الله سبحانه وتعالى ورسوله .