جسر زاخو الأثري في المصنفات العربية والغربية

ينتصب جسر زاخو الاثري فوق نهر الخابور عند الجانب الجنوبي الشرقي من بلدة زاخو الحالية، وعرف عبر تاريخ المنطقة باسم جسر دلالي، وهي أسطورة رومانية قديمة تدور حول بناء الجسر، لكنه اشتهر عند أهل زاخو بالجسر الحجري الكبير، اما في العهود المعاصرة فقد شاعت تسميته بالجسر العباسي، وهي تسمية حديثة ظهرت بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1920 . وطول هذا الجسر حوالي 114 متر،  اما عرضه فيصل الى اربعة امتار و70 سنتيمترا ، ويتالف من خمسة عقود تقوم على دعائم مربعة وكبيرة بنيت على ارض النهر الصلبة ، وتبلغ المسافة بين قمته وبين سطح الماء اكثر من15 متر، وهو مبلط بقطع الحجر الكبيرة والمرصوفة بشكل مدرج ،اما جدرانه فمبنية بقطع كبيرة من احجار الكلس المنحوتة والمرصوفة الى بعضها بشكل جيد ، ومتداخلة مع البعض الاخر ، وقد استخدم في بناءها ملاط الكلس المتين ، واتبعت في ترتيب الحجارة طريقة تساعد في ان يؤدي الصف العلوي منها على حفظ التوازن للصف الذي يليه ، ومن ثم تملئ جميع الفراغات الوسطى للجسر بحجر الصوان الصلب مع مادة الكلس والنورة التي لاتتاثر بالرطوبة .   لم يعرف زمن بناء جسر زاخو حتى يومنا هذا ، اذ ليس عليه اي تاريخ  يؤرخ   العصر الذي  يعود إليه في نشاته، أو يحدد هوية بانيه ، وكل ماهو موجود فقط الجسر ذاته ، باثاره الشاخصة ، التي بنيت عليها مجموعة من التكهنات التي ظهرت هنا وهناك في العديد من النصوص التاريخية العربية والغربية القديمة التي أرجعته الى عهد امارة بهدينان، في حين حددت نصوص اخرى مرجعيته الى العهد الروماني واليوناني والسلوقي، فيما رأى فريقا آخر من الباحثين بأنه يعود الى العهد الساساني والفارسي .