(إِمَّا) دراسةٌ نحويَّةٌ دلالية تطبيقيَّةٌ في القرآنِ الكريمِ: "القسم الثاني"

إنّ لحروفِ المعاني دلالاتٍ متنوعةً، ويرجع لها الدور البارز في أداء المعاني المُرادة، وتكونُ هي المحدّد للمعنى المقصود أحيانا. وهذا البحث مقتصر على حرف شائع الاستعمال في النصوص العربية ولاسيّما التراثية منها، وهو الأداة (إِمَّا). وهو دراسةٌ جامعة مانعة في هذه الأداة، كاشف لحقيقته التي لم تَحْظَ من القدامى والمحدثين بهذا القدر من الاهتمام؛ إذ يُعرِّف بها، وبأنواعها، وكيفية ضبطِها بالشكل، وبيان معانيها، وعدد مرَّات ورودِها في آي الذِّكْرِ الحكيم. وتمّ ذلك على وفق خُطَّةٍ تقوم على الوصف، والاستقراء، والمقابلة، والنقد، موثقا كلّ ذلك ومسنداً الأقوال والآراء والأبيات الشعرية إلى أصحابها قدر المستطاع وحسب الحاجة ومقتضيات البحث العلمية... وقد توصل البحث إلى نتائج عديدة أبرزها: تكرار الأخطاء في العديد من المسائل لنقل اللاحق عن السابق من دون تدقيق وتمحيص؛ ولذا نجد أن نسبة الآراء غير دقيقة إلى أصحابها في هذا الموضوع. عدم نسبة أكثر الشواهد المتعلقة بـ(إِمّا) إلى قائليها وعدم ذكر الروايات المختلفة التي تخص موطن الشاهد، وكذلك خلو الموسوعات ومعاجم شواهد النحو الشعرية من العديد من الشواهد على الرغم من شهرتها وورودها في مصادر مشهورة.