جيوسياسية المرتفعات الجبلية في محافظة دهوك وأثرها على انتصارات الپیشمرگة ثورة ايلول (1961-1975) نموذجا

شكلت الجبال جزاء كبيرا من محافظة دهوك كنتيجة للعوامل الجيولوجية التي حدثت في حقب العصور المتلاحقة مما ادى الى وجود تباين في طوبوغرافية المنطقة من سفوح بسيطة الى شديدة الانحدار الى قمم حادة ، وهي عبارة عن جبال التوائية حديثة التكوين ويكون اتجاهها من الشرق على شكل سلاسل متصلة باتجاه الغرب تتخللها مضايق استراتيجية وخوانق صعبة المسالك، وتعد جبال المحافظة امتداداً طبيعياً لسلسلة جبال زاكروس التي تنبثق من داخل الاراضي الايرانية وجبال طوروس والتي تقع ضمن الاراضي التركية، ويمكن تقسيم جبال محافظة دهوك حسب الارتفاع الى نوعين هما الجبال الالتوائية المعقدة يتراوح متوسط ارتفاعها بين 1700-2000م فوق مستوى سطح البحر والجبال الالتوائية البسيطة ويتراوح متوسط ارتفاعها بين 1000- 2000م .ان الاهمية الجيوسياسية للمنطقة الجبلية تكمن في تأثير الجبال على توزيع السكان وفي الانسجام السياسي الداخلي للدولة وبسبب مناعتها تشكل الحماية للدولة وتمنحها مواقع حصينة عسكرياً يتمكن المقاتلون الدفاع من خلالها. ان العلاقة الجدلية بين الكورد والجبال تتجلى في اتخاذها مناطق للاحتماء بها والاستعداد لبدء الثورة والكفاح المسلح من جديد ، كما شكلت مناطق للاحتماء من القصف الصاروخي واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، وقد اظهرت هذه الدراسة اهمية المناطق الجبلية من خلال الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة * في المعارك التي وقعت في جبال محافظة دهوك في ثورة ايلول 1961-1975 لما شكله من مواقع دفاعية تسهل من خلالها السيطرة والرصد على الممرات واخفاء وبعثرت القوات مما يعطي قوة استراتيجية وهي تصلح للدفاع وتعرقل سير الهجوم ، واهم الاستنتاجات التي توصل اليها البحث هي ان الطبيعة الجبلية المعقدة جعلت من المنطقة قلعة يصعب اقتحامها ويتطلب ، وقد ثبت صحة هذه الحقيقة إبان الحملات العسكرية الموجهة من قبل الحكومات العراقية المتلاحقة ضد قوات البيشمركة الذين اتخذوا من المنطقة الجبلية قواعد لتحركهم كما ان قدرة البيشمركة العالية على الحركة في هذه المناطق الجبلية ساعدت كثيراً في تفوقه في هذه المعارك وذلك لان هذه بيئته التي نشأ فيها ويسهل عليه الحركة والانتقال من مكان لآخر .