التكامل بين نظام السيطرة النوعية الاحصائية ونظام الانتاج في الوقت المحدد وانعكاسها على تحسين الجودة وخفض التكاليف مع الاشارة الى التجربة اليابانية والامريكية

يشيرالادب الاداري والاقتصادي بأن الكلفة والجودة من العوامل الاساسية التي تؤثر على تنافسية المنظمات محليا ودوليا ، هذا العاملان يعتبران السببان الرئيسيان في عدم التوازن التجاري بين الدول الصناعية المتقدمة وخاصة اليابان والولايات المتحدة الامريكية. اليابان وبعيدا عن التصورات اصبحت عملاقا اقتصاديا واستطاعت من السيطرة على الاسواق عن طريق طرحها منتجات ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية، ونتيجة الذعر الذي تولد من عدم التوازن التجاري، فقد تم الانتباه الى حقيقة مهمة تتعلق بالمنتجات اليابانية ، هذه الحقيقة تتمثل في ان جودة المنتجات اليابانية مستمرة في التحسن يضاف اليها انخفاض كلفها الصناعية مقارنة بمثيلاتها في الولايات المتحدة الامريكية. في هذا السياق السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تحقق اليابان كلف تصنيع منخفضة؟ النظرة التقليدية للعلاقة بين الكلفة والجودة تفترض ان الجودة صفة مميزة والتي تدخل في كلفة الوحدة الواحدة ،والكلفة هي دالة الجودة وتزداد بسبب علاقتها المباشرة بالجودة. هذه الصيغة ترى الجودة كسلعة اقتصادية وتفترض انه بانتاج سلع ذات جودة عالية سيكلف اكثر لانها تحتاج الى مواد افضل،فحص للعمليات والمعدات. هذا التفسير يتقاطع مع النموذج الياباني. في هذا السياق حاول الكثير من الباحثين والمهتمين تفسير الاسباب التي كانت وراء نجاح النموذج الياباني فمنهم من اشار الى كلف التصنيع الواطئة، الاستثمار العالي في التكنولوجيا ، اقتصاديات الحجم، منحنى التعلم بينما يعتقد Deming بأن مفتاح النجاح الياباني هو نظام الجودة الذي يرتكز على برنامج للسيطرة النوعية الاحصائية ((SQCونظام الانتاج الاني (JIT)فضلا عن اسباب اخرى. ان الهدف الاساس لهذه الدراسة هو التحري عن الفرضية القائلة بأن تطبيق ((SQCو (JIT)سيؤديان الى تحسين جودة المنتجات بشكل جوهري وأن الجودة العالية في النهاية ستخفض من كلف التصنيع. تناولت الدراسة استعراضا عن الجودة والسيطرة النوعية والانتاج في الوقت المحدد من اجل توسيع الفضاء المعرفي لهذه المفاهيم لتهيئة الارضية الفكرية لمجالات التكامل ومناقشة تأثيرهما على الكلفة والجودة. اخيرا تأشير المشاكل التي يمكن ان تواجه استخدامهما في الصناعات والتوصيات الخاصة باجتياز هذه المشاكل.