الامير نوروز بن آرغون آقا الأويراتي دوره السياسي والعسكري في الدولة الايلخانية (683-696ه/1284-1297م)

برز دور الامير نوروز بن أرغون آقا الاويراتي فعلياً في اعقاب تولي ارغون بن ابغا السلطة الايلخانية في تبريز في سنة (683ه /1285م)، وباتت هيمنته جلية في خراسان عندما كان اتابكاً للامير غازان بن ارغون بن أبغا، حيث كان يقوم بتدبير امور الولاية العسكرية والادارية نيابة عن غازان الذي كان صبياً لم يبلغ الحلم، ولم يكن له دور في الحكم حيث كان الامير نوروز هو الحاكم الفعلي في خراسان ([i])، فادى ذلك بطبيعة الحال الى ازدياد نفوذه خاصة في ظل غياب دور كبار امراء البيت الايلخاني في تلك الانحاء، إذ استغل ضعف السلطة المركزية، وذلك بسبب النزاعات الاسرية الداخلية وحروب الدولة الايلخانية الخارجية، حتى بات يشكل أكبر قوة معارضة سياسية وعسكرية ضد نفوذ الدولة في خراسان واكثرهم تهديداً لمصالح السلطة المركزية في تبريز وايران برمتها. لاتشير المصادر الى الاسباب الكامنة وراء مناهضته الحكومة الايلخانية في عهد أرغون بن ابغا ويبدو ان دوافع حركته كانت دفاعاً عن النفس من عمليات تصفية بعض كبار امراء المغول التي بدأ بها الايلخان أرغون لاسباب مختلفة([ii])، لاسيما ممن كان لهم علاقات وثيقة مع الامير نوروز، ولايستبعد ان تكون الشكوك قد راودته بأنه المستهدف الاول من رواء تلك الاغتيالات بأوامر من الايلخان على غرار الامراء الآخرين لذلك بدأ الامير نوروز يوحد صفوف قواته ضد السلطة المركزية في تبريز ورفض الانصياع لقرارات الايلخان وتنفيذ اوامره وبدأ يتحرك لبسط سلطته على المدن ذات الاهمية الاكبر في خراسان، وحاول ان يشكل لنفسه منطقة يحكمها بشكل شبه مستقل عن اوامر الايلخان في تبريز بعد ان اظهرت الحكومة الايلخانية عداءها له، حيث تمكن من بسط سلطته على مناطق واسعة في خراسان لفترة محدودة، الامر الذي جلب عليه غضب الايلخان المغولي في تبريز، فأرسل جيوشه لمحاربة الامير نوروز وتمكنت من القضاء عليه وقتله. ([i]) الهمذاني،رشيدالدين فضل الله موفق الدولة علي،جامع التواريخ"تاريخ غازان خان" ،دراسة وترجمة: فؤاد عبدالمعطي الصياد،الدار الثقافية للنشر،(القاهرة:2000)،ص87. ([ii]) شبنكاره اى، محمد بن علي بن محمد، مجمع الانساب،به تصحيح: مير هاشم محدث، مؤسسة انتشارات امير كبير،جاب دوم،(تهران:1376)،ص ص265-266.