نماذج من إختلاف الروايات التاريخية حول أحداث السيرة النبوية والمنهجية العلمية في التعامل معها

يلاحظ على الروايات التاريخية عن سيرة النبي e وجود تعدد واختلاف في الحادثة الواحدة بالنسبة لحياة النبي e، بل أنه لوحظ وجود إختلاف في معظم الجزئيات المتعلقة بحياة النبي e، ويرجع السبب في ذلك إلى أن سيرة النبي e لم تكتب في عصره وعصر الصحابة رضي الله عنهم، بل بدأ تدوين سيرته e على يد التابعين، ويعود ذلك إلى عدة اسباب لا سيما ابرزها نهي النبي e عن كتابة أي شيء غير القرآن الكريم، سواءً كان ذلك حديثه أو سيرته e، وذلك مخافة أن يختلطا بالقرآن الكريم، ويبدو أن بعض الصحابة كان قد كتب شيئاً من ذلك ولكنهم محوه، إمتثالاً لأمر النبي e، بعدم كتابة أي شيء عنه e غير القرآن الكريم، ومن كتبه عنه شيئاً فليمحه، الذي جاء بصيغة فعل الأمر، فضلاً عن اسباب أخرى ستناقش في مضمون البحث أن شاء الله تعالى. ستتناول هذه الدراسة عدة نماذج عن أحداث حياة النبي e، منها على سبيل المثال الروايات المختلفة عن مسألة تقدير عمر النبي e، هل كان بالسنوات الميلادية أم الهجرية، وما الفرق بينهما؟ ومسألة ولادة النبي e، هل ولد يتيم الأب، أم توفي والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، بعد ولادته، ومسألة الإختلاف حول عدد أولاد النبي e من الذكور، ومسألة بني قريظة بعد خيانتهم للمسلمين، هل فعلاً تم قتل جميع رجالهم، أم أن المسألة فيها نظر؟ وغيرها من المسائل المختلف فيها، التي ستتم مناقشتها في هذه الدراسة. أما منهجية التعامل مع تلك الروايات المتعددة والمختلفة، فستكون من خلال الإعتماد على روايات من السيرة النبوية، وبعض الأحداث التي يمكن أن يستنتج منها ترجيح أحد تلك الآراء بما يتوافق مع العقل والمنطق، ولا يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وذلك بالتحليل والمناقشة والمقارنة.