اللغة

يعد التكرار من الأساليب البلاغية المؤسَّسة على ترديد اللفظ أو الجملة؛ لأكثر من غرض، فهو ظاهرة دلالية لا شكلية فحسب، وهي مهمة جدا في اللغة العربية، وكانت مجال اهتمام كثير من النحاة والبلاغيين، وللتكرار أهمية تتناسب مع المقام الذي يرد فيه، والمقصد الذي يؤديه، وقد يُلجأ إليه في الأمور التي تحتل حيزا كبيرا من الاهتمام، والتي يُخشى إن ذُكرت دون التكرار وقوع الغلط والنسيان فيها والاستهانة بقدرها. ويأتي التكرار بأشكال متعددة كتكرار الكلمة، أو تكرار الجملة، أو تكرار التركيب، ولابد من التنبيه إلى أن التكرار قد يرد بشكل متطابق لفظا ومعنى، وقد يرد غير متطابق، فيكون مختلفا من حيث ترتيب الألفاظ بالتقديم أو التأخير فضلا عن الزيادة أو النقصان، كأن يكون تكرار ضمير مستتر بضمير ظاهر وغير ذلك. تناولنا دراسة التوكيد بالتكرار في مبحثين: الأول وضحنا فيه معنى مصطلحي التكرار والتوكيد، والثاني تناولنا فيه أشكال التوكيد بالتكرار التي رأينا أنها بكل أشكالها لا تخرج عن محاور المستويات اللغوية الأربعة: الصوتي، والصرفي، والنحوي التركيبي، والدلالي الذي يدخل فيه المعنى المعجمي والسياقي؛ لتحقيق مقاصد متعددة منها: التوكيد، والوصف، والمدح، والذم، والتهويل، والوعيد، وزيادة التنبيه، والتحسر، وزيادة التوجع، أو التلذذ بذكر المكرر، ولكن أهمها وأشملها التكرار، فمن المعلوم أنَّ العرب إذا أرادت المعنى مكَّنته واحتاطت له بالتكرار توكيدا، ويكون ذلك بتكرار الأول بلفظه، والثاني تكرار الأول بمعناه.