تنمية الصحراء المستدامة: دراسة حالة من الجزيرة الحمراء

"قد تسبب النمو العمراني الضخم الذي شهدته سواحل شبه الجزيرة العربية خلال العقد الماضي بتأثيرات مختلفة على البيئة والاقتصاد والمجتمع ككل. إن ورقة العمل هذه تهتم بشكل خاص بالعلاقة بين تصورات المجتمع المحلي تجاه النمو العمراني الذي يجري إنشاؤه على سواحل شواطئ شبه الجزيرة العربية والآثار المترتبة على هذه التطورات الواسعة النطاق، بما في ذلك ما تتطلبه هذه المباني من كميات هائلة من المياه. ومن الجدير بالذكر، قبل 50 عاما لم تضم هذه المنطقة القاحلة سوى عدد قليل من القبائل التي قامت بجمع المياه من الآبار والينابيع المجاورة. ولكن، بعد النمو السكاني والازدهار الاقتصادي الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع النفط في سبعينيات هذا القرن، كان من الضروري إنشاء العديد من محطات تحلية المياه بهدف تزويد السكان والمباني والحدائق والبنية التحتية الهائلة التي تم انشاءها بكميات كبيرة منالطاقة والمياه بشكل مستدام.تقع الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، وتعد واحدة من القرى المهجورة التي ما زالت قائمة في منطقة الخليج، وتتمتع بتاريخ عريق وغني حيث كانت تعد في يوم من الايام موقع ساحلي مهم وحرج للغاية. إن ورقة العمل هذه سوف تركز على هذه القرية بوجه الخصوص من اجل تقديم شرح واف حول النمو العمراني الذي يتم اجراءه على البيئات الساحلية القاحلة عموما. ومن الجدير بالذكر أن الورقة مستوحاة من الممارسات التقليدية لسكان المنطقة في السابق، إلا أنها تهدف إلى تقديم نموذج عمراني مصمم ليأخذ في الحسبان عدد من العوامل المهمة، وتشمل هذه تسليط الضوء على طبيعة المعالم العمرانية التي يتم بناءها في منطقة الخليج، وتوضيح أنماط الحياة المعاصرة للمجتمع المحلي، والتقنيات التي يتم تطبيقها من أجل المحافظة على المياه بشكل مستدام، والآثار المترتبة على مقترحات التطوراتالعمرانية على البيئة المحيطة."