ميراث ذوي الأرحام عند الحنفية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للخلق أجمعين، قال تعالى         ([i])، ورضي الله عن الآل والصحب أجمعين والتابعين لهم إلى يوم الدين، وبعد: فقد تمَّ اختيار هذا الموضوع بعد الاتكال على الله العلي القدير، ليكون البحث الذي من خلاله نتحسس الفكرة المتميزة الناصعة التي ميزت الميراث الفقهي على يد علماء أجلاء نذروا أنفسهم لخدمته، بحثاً، واستنباطاً، وتنظيراً، وفتيا، وواصلوا ليلهم بنهارهم ليؤدوا الأمانة ويبلغوا ما حثهم عليه الدين الحنيف، سواء كانوا أولئك الأجلاء من الصحابة والتابعين أم من اتباعهم، بقوا بهذا البذل والعطاء حتى ورثوا لنا هذا العلم الجليل، وأخص منهم من تناول فقههم موضوع بحثي من علماء الفقه الحنفي، الذين يكاد فقههم ينفرد بإثبات ميراث ذوي الأرحام والذي وافقهم في بعض جوانبه فقهاء الحنابلة الأجلاء، مستدلين على ذلك بما لديهم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ومن آثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدتهم في ذلك قول الله تعالى                  ([ii]).   ([i]) سورة الأنبياء: الآية 107. ([ii]) سورة الأحزاب من الآية 6.