المعالجات الفيلمية للموضوعة التأريخية ( دراسة تحليلية في الفلم العراقي المسألة الكبرى)

انطلقت حركة التحرر الكبرى 30 حزيران 1920 ، في منطقة السماوة ثم توسعت على المستويين الزماني والمكاني لتشمل اغلب مناطق العراق ولتمتد على المستوى الزمني لما يقارب لخمسة أشهر ، وشارك فيها العشرات من قبائل العراقية في جنوبه وغربه ، شرقه وشماله ، وشارك فيها رجال الدين ، وقادها أهم المراجع الدينية في كربلاء وحركها ودعا إليها مجموعة من الوطنيين والمثقفين في العاصمة بغداد وفي الموصل والنجف ، وشارك فيها شيوخ العشائر بأموالهم وأنفسهم ، مثل الشيخ حبيب الخيزران في ديالى ، والشيخ محمود في السليمانية والشيخ شعلان أبو الجون في السماوة ، وغيرهم الكثير .. وشارك فيها المواطنون العاديون بمختلف طوائفهم ومرجعياتهم الدينية ، اتحد السنة والشيعة في صف واحد لخدمة وطن واحد ودين واحد ، وشارك فيها المسيح مع الأكراد مع التركمان تلك المشاركة التي أوصلت للمحتل أولا ، وللعالم ثانياً ، رسالة مهمة أنها ثورة حق ضد باطل ، وثورة شعب محتل ضد استعمار غاصب ، ثورة لم تخمدها بساطة الإمكانيات  ولم يفشلها من تراجع عن الصف الوطني ، ولم يقمعها من حاول خيانتها ، هذه الحركة التحررية أملت على تاريخ العراق حضوراً قوياً، ومستمراً وذا ديمومة حقيقية جعلت الأدباء والفنانين يعالجونها كل حسب أسلوبه ومتطلبات وسيلته الفنية ، وكانت السينما واحدة من هذه الوسائل التي عالجت موضوعة الثورة في فلم أخرجه محمد شكري جميل وأنتجته دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة والأعلام ابان ايام الحكم البعثي المباد,حيث اتبع إعلام البعث وفنه سياسة تفريق لاذكاء المذهبية والفرقة الجغرافية بين أبناء الدين الواحد والشعب الواحد والأرض الواحدة ، فهذا الدور التخريبي لم ينفع احد مثلما كان يتصور بل جاء بنتيجة عكسية من خلال ما تم اخفائه من معلومات وحقائق دامغة عن دور بقية الطوائف وحركات التحرر في شتى بقاع العراق في تحريك الثورة وادامة زخم الانتصارات التي اعترف بها قادة الاحتلال الانكليزي قبل غيرهم ..