خاتمة القصيدة عند البهاء زهير

أَولى الشَّاعر(البهاء زهير)([i]) خاتمة القصيدة عناية كبيرة؛ فتنوعت عنده مضامينها وموضوعاتها، وتداخلت في متنها الأساليب الشِّعرية، وتتابعت فيها البنى الجماليَّة بما يعطي للخاتمة صفتي (التَّناوب والتَّعاقب) مع خاصيَّة التَّفاعل مع الموضوع الشِّعري؛ فتدلل عليه ويدلل عليها؛ إذ تناط بالخاتمة مهام توصيليَّة، ووظائف تأثيريَّة، وتؤدي أدوارًا تزيينيَّة؛ بحكم محوريتها في القصيدة، وارتباطها بموضوعها بعلائق متعددة تتخذ إمَّا طابعًا تكثيفيًّا يعزز القيم الدَّلاليَّة والمضامين؛ لتُطرح في مساحةٍ نصيَّة مقتضبة بما يحقق للقصيدة تلقيًا ناجحًا، ومؤثرًا يقوم على الاستدراك، أو تلتزم طابعًا تفصيليًّا فيه الاستفاضة في الطَّرح، والإسهاب في العرض؛ بمداخل صوريَّة ساندة سواء أكانت مبتكرة مستنبطة أم متداولة سائدة؛ تجعل الإحاطة بالنَّصِّ الشِّعري ممكنة، والإثارة الجماليَّة بالموضوع حاضرة.   ([i]) هو أبو الفضل زهير بن محمد بن علي المهلبي الأزدي الملقب ببهاء الدين الكاتب والشاعر المطبق الجَوَّادُ فِي حُسْنِ الخَطِّ له دِيوَانٌ مشهورٌ، كان من فضلاء عصره، وأحسنهم نظماً ونثراً وخطاً، ومن أكبرهم مروءة، حسنَ التَّوَسطِ فِي إِيصَالِ الخيرِ إِلى النَّاسِ، ودفْعِ الشرِّ عنهُم، وكان كريم الطِّباع فاضلاً، حسن النظم، وشعره مشهور كثير. وُلد بِمكَّةَ سنة (581ه) وَنشَأَ بِقُوصَ في مصر، وأقام بالقاهرة، اتصل بالسلاطين والأمراء الأيوبيين، ثم المماليك في الديار المصرية والشامية، وتوجه بمهمة رسمية إلى الموصل، وكان فيها (شرف الدين أبو العباس أحمد المعروف بابن الحلاوي الموصلي (ت656ه)) فحضر إليه ومدحه (ابن الحلاوي) بقصيدة طويلة أحسن فيها كل الإحسان. توفي في: (4 ذي القعدة سنة 656ه)، تنظر ترجمته وأخباره في: بغية الطَّلب في تاريخ حلب ، كمال الدين ابن العديم (ت660هـ):9/3882 - 3886، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي (ت681هـ):2/ 332- 338، البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري (ت774هـ) : 13/245. ديوان البهاء زهير، مقدمة المحققَينِ: 5-12.