جهود أهالي جدة في توفير المياه العذبة لمدينتهم 1261-1334هـ 1845-1916م

تتضمن هذه الدراسة موضوعاً عن جهود أهالي جدة لتوفير المياه العذبة لمدينتهم، خلال الفترة الممتدة من عام 1261 حتى 1334هـ/ 1845-1916م. وتكمن أهمية الموضوع في أنه دراسة حضارية تلقي الضوء على مورد حيوي ورئيسي لاستمرار الحياة هو الماء، كما أنها دراسة جديدة لم يسبق أن تم التطرق إليها بتوضيح جهود أهالي جدة ورصد أعمالهم المباركة لتوفير المياه العذبة لمدينتهم، معتمدة في ذلك على وثائق تنشر لأول مرة وتم الحصول عليها من الأرشيف العثماني في إسطنبول ومن دارة الملك عبد العزيز، بالإضافة إلى عدد من كتب المصادر والمراجع وبعض الدوريات، كما تم الاعتماد على بعض الصور والخرائط التوضيحية والتي وضعت في الملاحق. وتهدف الدراسة، إلى إبراز جانب مهم من تاريخ مدينة جدة ورصد جهود الأجداد الأوائل ومساهماتهم الخيرة في خدمة مدينتهم، وفي التكاتف فيما بينهم بالبذل والعطاء ودعم الدولة الحاكمة والوقوف معها ومساندتها، كما تهدف إلى الاطلاع على معاناة الأهالي في الماضي وما تحملوه من صعاب من أجل توفير قطرات من المياه العذبة مما يتطلب منا بذل الجهد في الوقت الحاضر للحفاظ على ما نحن فيه من خير وفير بالحرص على ترشيد استهلاك المياه وعدم الاسراف في استخدامه، ومن أهداف الدراسة أيضاً، تشجيع الباحثين والمؤرخين والآثاريين على القيام بدراسات توضح جوانب مجهولة أو غامضة من تاريخ مدينة جدة وكشف النقاب عنها. أما مسار الدراسة فقد اشتملت على مدخل تاريخي عن مصادر المياه في جدة قديماً، ثم خمسة عناوين حسب الفترات التاريخية والمشاريع التي تم تنفيذها، وهي تتضمن مبادرة التاجر فرج يسر في إعادة مد قنوات الماء العذب من الرغامة شرق جدة، ثم ترميم العين، وبعدها محاولات التاجر سليم سلطان لتحلية مياه البحر، ثم إجراء عين الحميدية "الوزيرية" ودعم أهالي جدة في انشائها، كما تم التطرق إلى جهاز تحلية مياه البحر "الكنداسة"، وأخيراً عن قيام الأهالي بتشكيل شركة وطنية للتنقيب عن مصادر المياه في مدينة جدة، وقد اختتمت الدراسة بعدد من النتائج الهامة التي تم التوصل إليها.