الإسلام والغرب: إشكالية التحيز في الروايات الشعبية البريطانية والأمريكية

يرمي هذا البحث إلى القيام بعملية توثيق وتقويم للاتجاه المعادي للإسلام في الروايات البريطانية والأمريكية الشعبية المعاصرة، وهو اتجاه يتسارع في النمو منذ بواكير السبعينيات. وفضلاً عن التوثيق والتقويم سيتعرض البحث إلى مسائل نعتقد أن لها علاقة وثيقة الصلة بالموضوع العام، وهي مسائل قد يصعب تناولها بشكل شامل أو مرضٍ، إذ هي معقّدة ومتصلة بالعديد من ميادين السعي البشري فردياً كان أم جماعياً، ولذلك فإن قضايا مثل العلاقة أو التوتر (أو كليهما معاً) بين الخيال الجامح والواقع، والموروث والموهبة الفردية، (كما يقول ت.س. إليوت) والأدب الخلاّق والمؤسسة السياسية، والذات والآخر، وحرية التعبير والخيال من جانب، والاعتبارات الأخلاقية من جانب آخر، إلى غير ذلك من أمور، تستنفذ الكثير من النقاش، كما تثير الكثير من الجدل، دون إعطاء فرصة لجلاء غموضها أو التوصل إلى موقف موحد منها. ولِمَ تسمح بذلك؟ فهي مثل كليوباترة عند شكسبير تستطيع أن تتحدى الزمن وتمتّعنا "بتنويعاتها التي لا تنتهي". وعلى الرغم من ذلك كله فإن مناقشة هذه القضايا والمسائل أمر مفيد بل ضروري لأن مثل هذا النقاش، حتى إن لم يؤد إلى توافق في الآراء، هو قضية مصيرية ربما ترتبط بها سعادة الإنسانية أو دمارها. وفي هذا السياق أودّ أني لا أتكلم باسم التراث الإسلامي العربي، أو أدافع عنه بالوقوف وقفة غائبٍ يرغي ويزبد وهو يشنّ حرباً على عالم مخادع ظالم، أو باللجوء إلى الأنين والنحيب محاولةً منه كسب التعاطف مع قضيته. بل إني أدّعي (وقد أكتشف أني قد خدعت النفس أو ضللتها بهذا الادعاء)، أنني أتحدث باسم الإنسانية جمعاء. أما بالنسبة للعالم الإسلامي فإني أشعر دون أيّة مواربة بأنه يحتاج إلى المزيد من النقد الذاتي والخارجي، على أن يكون نقداً منصفاً وبناءً، فقد أصبح لزاماً على ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.