السرقات في المنظمات والعوامل المؤثرة فيها

يعد موضوع السرقات التي يقوم بها العاملين من المنظمات التي توظفهم ، من الممارسات السلبية التي لم تعد خافية أو يمكن إنكارها، وعلى الرغم من خصوصية المستشفيات كمنظمات خدمية تعمل على مدار الساعة،وتتعامل مع حياة الناس فأنها لم تكن معصومة من تلك الممارسات.    وحتى لا تصبح تلك الممارسات من الأمور المسلم بها ، كان من الأهمية بمكان البحث في العوامل السلوكية والتنظيمية المؤثرة فيها . تناول الباحثان ، وجود الفرصة السانحة والخالية من المخاطر، التعمد الشخصي في السرقة ، التشبه بالآخرين ، الحاجة والعوز المادي ، عدم إدراك حقيقة مفهوم السرقة وعواقبها وتأثيرها على مجمل عملية الرعاية الصحية الواجب توفيرها للمرضى واخيراً دافع الانتقام من المستشفى بسبب عدم توخي إداراتها لمبدأ العدالة في التعامل بين منتسبيها ،كعوامل سلوكية يراها الباحثان بأنها تؤثر في حدوث السرقات في المستشفيات . ومثلها القيادة ، الاتصالات ، أهداف المنظمة ، الرواتب والمكافئات ، القوانين والأنظمة واللوائح التي تحكم المستشفى ، السيطرة المخزنية ووظيفة الرقابة كعوامل تنظيمية مؤثرة فيها. وذلك عبر تحليل (20) حالة إدارية في السرقات حدثت في دائرة صحة بغداد/ الرصافة ، هذا فضلا عن استبيان آراء عينة البحث المؤلفة من (60) طبيب وطبيبة من مختلف الاختصاصات الطبية ،يعملون في ثلاث مستشفيات تابعة لدائرة صحة بغداد الرصافة وهي : مستشفى النعمان ، مستشفى فاطمة الزهراء ( ع ) و مستشفى الكندي العام  .    وخرج الباحثان بجملة استنتاجات من بينها ان المستشفيات شانها شان أي منظمة من حيث حدوث السرقات فيها وهناك عوامل سلوكية واخرى تنظيمية تؤثر اكثر من غيرها على السرقات ولا يوجد شاغل لوظيفة لم تنال يده السرقة فضلاً عن ان الرجال اكثر توجهاً للسرقة من النساء وجملة أخرى من الاستنتاجات ، وخرجا بعدد من التوصيات لمواجهة تلك الآفة منها النهوض بواقع السيطرة المخزنية ، الاهتمام بتعين الإدارات الكفوءة فضلاً عن إدخالهم في دورات لتمكينهم من كسب المهارات في كيفية التعامل مع المرؤوسين ، الاهتمام بالوضع المعاشي للعاملين ، بناء مناخ أخلاقي وتشجيع الزمالات والصداقات والحاجة إلى وضع سياسة واضحة وصلبة لمواجهة جميع الحالات التي من شأنها المساس بالمدونات الأخلاقية للمستشفى.