جامعة واسط ودورها في تنمية الموارد البشرية

الجامعة مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع خدمة لأهدافه، تؤثر فيه عبر ما تقوم به من وظائف وتتأثر به بما يحيط بها من تغيرات تفرضها أوضاع المجتمع وحركته ، لذا من الطبيعي أن تكون جزءا غير منعزل عن هذا المجتمع وما يواجهها من تحديات ومشكلات وطموحات وآمال ، فالتطورات العلمية والتقنية وما يترتب عليها من ثورة في عالم الاتصالات وما ارتبط بهذا كله من تغيرات في أحوال المجتمع قد اوجد مسؤوليات  إضافية على الجامعة للمشاركة الفعالة في دعم مسيرة التنمية ، والاستجابة بطريقة مرنة وفعالة على الوجه الذي يحقق رسالتها في المجتمع وينهض بدورها الطبيعي في قيادة هذا المجتمع ’ لذلك تساهم  الجامعة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية  عن طريق الدور الذي تقوم به  بتهيئة الظروف المناسبة للأفراد والمؤسسات العاملة في المجتمع للاستفادة من  الإمكانات المادية والبشرية والعلمية والصحية والرياضية كافة في الجامعة ، وتنمية وعي الأفراد ومهاراتهم في شتى المجالات في سبيل الوصول الى النمو الاقتصادي والاجتماعي السريع واللحاق بالتقدم المذهل في التقنيات والابتكارات الحديثة. والأمن الاجتماعي على صلة وثيقة بالعقل البشري وبكيفية توظيف هذا العقل ، وهو أمر على صلة بالتربية التي يتعرض لها الإنسان ، وبالثقافة التي يطورها ، ونحن اليوم في العراق نتطلع الى مجتمع آمن يسود فيه القانون والقيم السامية والمساواة وتحترم في نطاقه إنسانية الإنسان وكرامته وتبرز فيه حركة التعاون على الخير والعطاء بين  فئاته وأفراده كافة والبعد عن التطرف والتعصب المقيت .  من هنا يأتي التأكيد على أهمية دور الجامعات في تعزيز الأمن والسلم الاجتماعيين والتأكيد على اعتماد الحوار البناء والتسامح وضرورة الحفاظ على مبدأ الشراكة المجتمعية والعمل على رفع مستوى الوعي لدى الطلبة وفي المجالات كافة . إنّ الدراسة الحالية تؤكد وجهة النظر القائلة بأن التطورات الدولية المعاصرة في مجال الاتصالات والمعلومات تجعل من تطوير دور الجامعة والوظائف التي تقوم بها إحدى ضرورات الاستجابة المطلوبة لتحديات هذا العصر، وما تسعى إليه من تطوير للإضافات والتخصصات التطبيقية للتعليم الجامعي ، وتحديث الإمكانات البحثية والتقنية والقدرات التكنولوجية للجامعات من جانب ، والمساهمة الايجابية  الفاعلة في تنمية  المجتمع وتحديثه في الجانب الآخر .