فاعلية الناموس الإلهي "الصعود من العالم الأسفل" في الأدب العراقي القديم

كانت للمعتقدات الدينية اثرها في أدب وفنون العراق القديم شأنها في ذلك شأن الأمم الاخرى في تلك العهود([i]) ولأن الأساطير لا يمكن ملاحظتها بصورة مباشرة ولكن بالإمكان توضيح البناء والمدلول الذي تعنيه([ii]) , نحاول في هذا البحث : (فاعلية الناموس الإلهي "الصعود من العالم الأسفل" في الأدب العراقي القديم) , التوصل إلى مسألة غاية في الأهمية تتمثل في معرفة المدلول الفكري لكل من النواميس الإلهية والأقدار في الفكر الرافديني القديم, ومنشأ تعددية الآلهة القابضة على النواميس الإلهية والأقدار , وتلك الراغبة بتسنمها , وثانياً محاولة فك عقدة التعارض , ان لم نقل التناقض , ما بين اسطورتين جاء البناء القصصي فيهما بما يُجسد حالة تناقض فيما ذهب إليه واضع أو واضعوا كلا الاسطورتين , وحالة تناقض تمس الأسس العقائدية التي تسالم على القول بها الفكر الرافديني القديم , ونعني بهاتين الاسطورتين كلاً من أسطورة (إنانا وانكي انتقال مبادئ المدنية من اريدو إلى اوروك)([iii]), (وأسطورة نزول إنانا/عشتار إلى العالم الأسفل)([iv])؛ إذ ان البناء والمدلول الذي جاءت به كلا الأسطورتين قد شابه التناقض في فعل , ومدلول "ناموس الصعود من العالم الأسفل" كونه كما سيرد أحد "النواميس الإلهية" التي شكلت واحدة من أهم مرتكزات كلا الأسطورتين , وسيتم تناول البحث في مبحثين اثنين ؛ الأول النواميس الإلهية والأقدار, والثاني يتناول فاعلية الناموس الإلهي "الصعود من العالم الأسفل".   ([i]) طه باقر , مُقدمة في أدب العراق القديم , دار الوراق , (بغداد/2010) , ص59. ([ii]) مؤلف مجهول , فلسفة القرن العشرين , تر : ايمان قاسم ذيبان , مجلة الثقافة الاجنبية , العدد الثالث , (بغداد : 2013) , ص49. ([iii]) أسطورة زيارة الإلهة إنانا للإله انكي يعود تاريخ تدوينها إلى الثلث الأول من الألف الثاني قبل الميلاد حوالي (1700 ق . م) ويستدل من شكله وأسلوبه ان تأليفه قد تم في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ؛ ينظر : ديوان الأساطير , الحضارة والسلطة , الكتاب الثالث , دار الساقي , (بيروت : 1999) , ص194. ([iv]) هناك نسختان لأسطورة نزول الإلهة (إنانا/عشتار) الأولى وهي الأقدم مدونة باللغة السومرية يعود تاريخها إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد وقد عُثّر على نصوصها المدونة في مدينتي نفّر واور والثانية وهي الأحدث ويعود تاريخ تدوينا إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وعُثّر على الواحها المدونة بها في مدينة آشور وفي مكتبة الملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى ؛ فاضل عبد الواحد علي , سومر أسطورة وملحمة , دار الشؤون الثقافية العامة , (بغداد : 1997) , ص103.