طبيعة الصراع في نصوص مسرح اللامعقول يوجين يونسكو أنموذجاً

كتاب دراما اللامعقول يعيشون حالة من التمرد، والعبث، حالة من عجز العقل عن ان يستوعب ما يحيط به من اللاحقيقة، واللا منطق، من عبثية الحياة، من اللاهدف، واللامعنى، وهذه نتيجة حتمية افرزتها الحرب العالمية الثانية. طبيعة الصراع في دراما اللامعقول غير خاضعا لما جاءت به الدراما الكلاسيكية والقواعد الارسطية من توصيفات للصراع على انه ساكنا، واثبا، صاعدا، متدرجا، وتوصيفات اخرى، انما تمثل في نصوص مسرحيات يونسكو ان يكون مغلقا، يبدأ من نقطة وينتهي عند نفس النقطة، صراعا لامنطقيا، لامعقولا، لم يكن متعلقا بأحداث خارجية بسبب من الفراغ الروحي للوجود الانساني، شخصا يعاني حالة من الاضطراب والقلق الروحي، وعدم الاستقرار النفسي، يعاني من العزلة لعدم استطاعته الاتصال بالاخرين. شخصيات هلامية لا اسم لها، مسلوبة الارادة، هي دائما في حالة من الضياع والخوف والعبث واليأس والهروب والفوضى والفراغ ازاء تفاهة الحياة وعبثيتها، وعبثية الوجود، والكشف عن كوامن النفس البشرية، الشخصيات لاتحاول البحث لها عن مشتركات للتحاور، اي انها منطوية على نفسها غير فعالة. جاءت نصوصهم عبارة عن كم من الافكار المتعددة، تزيح احدهما الاخرى لتبني وتؤسس لثيمة جديدة من خلال اللغة التي جاءت عبارة عن ثرثرة لامعنى لها، أفكار مبعثرة غير متسلسلة، بمعنى الحوار غير محكم البناء، لاوجود للزمان ولا وضوح للمكان، يجعل المتلقي في حالة من الدهشة والاستغراب، بسبب من اضطراب النظام السلوكي للفرد والمجتمع الذي حول الفرد الى مجرد ماكنة .