قصيدة الشخصية السرابية في الشعر الجاهلي

       يمكن أنْ يُقر بوجود الشخصية السرابية ضمن سياق قصيدة الشخصية الجاهلية, بعد تولي حضورها أهمية منفردة تستند إلى الوظيفة التشكيلية، والدلالية، والصورية، التي تنهض ببناء هذه الشخصية؛ ولاسيما في عدم مطابقة الشخصية المُتوهمَة مع الشخصية الحقيقية, بل تكون متطابقة مع الشخصية التي شكلها الذهن عنها، ويؤكد هذا النمط من الشخصيات حضورًا مشهودًا له, ضمن نطاق وظيفتها التي انحصرت في أبعاد مختلفة من بينها: اختزال مرارة الكبت التي يعيشها الفرد الجاهلي, فما قيل الفخر المثالي اللامعقول بشخصية القبيلة السرابية, إلا ليواجه بها الفرد والقبيلة على حد سواء تلك التحديات التي كانت تهددهم, لتصبح معادلاً موضوعيًا سرابياً ابتدعه ذهن الشاعر, حرّكتها تجاربُه في الحياة وصقلتها حكمته ومعرفته بها؛  لتكون له المُنقذ من عوادي الزمن, من خلال الاستعارات والتشبيهات التي قُرنت ببطولتها السرابية لتظهرها كشخصية فاعلة, ومؤثرة, ومثال في تكوين الشخصية السرابية في قصيدة الشخصية.