تصوير التراث العربي وأثره في الادب العبري دراسة تحليلية مقارنة

تمتد الصلات الثقافية بين التراث العربي والتراث العبري إلى فترة موغلة في القدم، ترجع إلى صور النشأة الأولى لبني إسرائيل، بل وإلى العهد القديم أقدس عناصر التراث؛ فبالرجوع إلى مصادر تاريخ الشرق الأدنى القديم يتضح التأثير الذي تركته الحضارات - التي تمثل الجذور العربية الأولى في هذه المنطقة على كتاب العهد القديم، فقد أثرت معتقدات الشرق الأدني في نص العهد القديم تأثيرا واضحا. فنجد التراث البابلي والأشوري والسومري، وكل هذه الحضارات تمثل حضارات الشعوب العربية القديمة، ويمكن التأثير العربي ليظهر بوضوح خلال القرن العاشر الميلادي، فترة ازدهار الثقافة العربية في الأندلس، هذه الفترة التي يعتبرها اليهود أنفسهم أغنى فترات التاريخ اليهودي على الإطلاق مما جعلهم يطلقون عليها العصر الذهبي، هذه الفترة التي تنبض بالتأثير المباشر للحضارة العربية الإسلامية التي أثمرت إنتاجا فكريا متطورا حطم أغلال الدين التي تكبله وتحيطه . وفي بحثنا هذا تطرقنا الى تصوير التراث العربي واثره في الادب  العبري (الشعر) بشكل خاص ، اذ إن موضوع تاثير الثقافة العربية على الشعر العبري الحديث والمعاصر لم يحظ حتى الان بالدراسة الكافية في البلاد العربية ، او في اسرائيل ، او في أي مكان اخر ، حيث تتوقف دراسة التاريخ العربي على الشعر العبري عند الشعر الوسيط ، على الرغم من إن التاثير العربي على الشعر العبر استمر ليصل الى الشعر الحديث والمعاصر.