موقـف نـوري الســعيد مـن نظام حسـني الزعيم في سـورية عـام 1949

الملخص: يعد نوري السعيد أحد أبرز السياسيين العراقيين في العهد الملكي، يرتبط تاريخه السياسي بذلك العهد ارتباطاً وثيقاً الى حين سقوط النظام الملكي في 14 تموز 1958. وفي الواقع يعد نوري السعيد واحداً من أفضل النماذج في تاريخ العراق المعاصر لتحديد دور الفرد في التاريخ، فغالباً ما ارتبطت أحداث معينة بشخصه او بدوره في تسييرها، ولم يكن موقفه من التطورات السياسية التي شهدتها سورية بعد قيام حسني الزعيم بإنقلابه العسكري في الثلاثين من آذار عام 1949 خارجاً عن هذا السياق. تكشف لنا الوثائق التاريخية وتسلط الضوء ساطعاً على دوره في إسقاط حسني الزعيم في سورية، الموضوع الذي دارت حوله شكوك كثيرة وتباينت فيه الآراء حتى كشفت الوثائق دوره في هذه المسألة بشكل أزال الغموض والشك، فإثر قيام حسني الزعيم بانقلابه ضد الرئيس شكري القوتلي، دخلت سورية مرحلة جديدة من حياتها السياسية تميزت بتدخل العسكر في شؤون الحكم وتراجع دور المؤسسات الدستورية فيها.