التداخل الاجناسي بين السيرة الذاتية والقصة في نقد السيرة الذاتية

على الرغم من الحرية التي يتمتع بها القاص في استعمال مخيلته في عمله الفني ، فإن ذلك لا ينفي أن تكون احداث ذلك العمل واقعية ناجمة عن تجربة شخصية ، إذ يحاول المبدعون تطويع المادة التأريخية للسيرة وتحويلها إلى عمل ابداعي يحتفظ ببصمة مبدعه لصلة ذلك برؤيته لهذا العمل ، وهي رؤية فنية خالصة ، لفنان خاص متعين بالذات، متناولا فيها على نحو واضح معارفه وتجاربه وتراثه واعترافاته. وهذا أدى إلى انفتاح السيرة الذاتية على اساليب الكتابة الابداعية المتنوعة والياتها ومكوناتها ، وخلق غموضا والتباسا في تحديد هوية النصوص ، وما يسعى اليه النقد عبر مناهجه الحديثة هو البحث في اشكالية العلاقة بين الفنون الأدبية وتداخلها من خلال اقتراضها بعضها من بعض الأساليب والآليات التي من شأنها أن تخلق اللبس والتماهي في تحديد الجنس الادبي، ومن تلك الفنون القصة والسيرة الذاتية .