اللحن والتطور اللغويّ دراسة في ظاهرة اللحن ومصنفاته وعلاقته بالتطور اللغوي

    استوت العربية الفصحى واطّردت بما أوتي لها من ظروف في جزيرة العرب مكّنت العربي من أن يكون على تواصل مع الأمم المجاورة؛ ولذا تجد العربي ينطق لغته بسجية وعفوية ويتداولها بالسليقة حتى حدث الاختلاط بعد الفتح الإسلامي إذ انتقل العرب إلى المدائن ومصّرت الأمصار ودخل في الدين مختلف الشعوب ممن لا يحسن العربية فوقع بعد ذلك الخلل في الكلام وبدأ اللحن يشيع على السنة الناس([i]) حتى العلماء منهم([ii])، فاللحن لم يتسع و يغدو ظاهرة عامة الاّ بعد عمليات الفتح زمن عمر بن الخطاب وما بعده حيث اختلاط العرب بالأعاجم ، وأما ما روي عن وجود اللحن قبل الإسلام فليس مما يركن إليه ولاسيما إذا أريد له أن يكون دليلا على اتهام الجاهليين ومتقدمي الإسلاميين باللحن والخطأ الذي يوجب الحيطة والاحتراس من   (1). ينظر:لحن العوام للزبيدي :4 .ينظر:طبقات النحويين واللغويين:131،ومحاضرات في فقه اللغة ،د.عصام نور الدين:59.وفيه نسبة اللحن )إلى الفراء .[ii])