المباحث القرآنيّة عند السّيد مُحمّد حُسين الجلاليّ

   الحمدُ لله الذي أنزل كتابه المُعجز بالحقّ ليتدبّر آياته وليتذّكر أولو الألباب، وأودع في بواهر بيّناته ومناجم كنوز كلماته من أسرار حكمته ودلائل قدرته ما جعله المهيمن على كلِّ كتاب، وأزكى صلواته وأسنى تحيّاته على سيِّد رُسله وأنبيائه الصّادع بالحكمة وفصل الخطاب، وعلى أهل بيته المعصومين هُداة الخلق إلى جادة الصّواب وصحبه الغرّ الميامين.    أمَّا بعدُ:    فإن السّيد محمّد حُسين الجلاليّ قامةٌ معرفيةٌ وعلمٌ من أعلام كربلاء المُبرزين، نشأ وترعرع في ربوعها ، ومتح من ينابيع المعرفة فيها ، اشتغل بالتَّدريس والبحث في مدرسة البقعة في كربلاء ، وله تصنيفات حسان، منها الأصول الأربعمئة ، ومسند الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) ،وحياة نصير الدّين الطوسِيّ ، ومسند نهج البلاغة ، ودراسة حول نهج البلاغة ، ودراسة حول القرآن ، وفهرس التراث .(1) ، وهو فاضلٌ نبيلٌ ، وعلّامةٌ أصيلٌ ، وكاتبٌ بارعٌ، أُوتي من براعة البيان وحسن التّهدّيّ إلى دقائق المعارف بأسلوب رائق ، واستدلال مُحكم  ، ومنهج رصين ، وسلك في مؤلفاته مسلكاً علميّاً واضح الصُّوى ، أبلج المعالم ، مأمون العِثار.   وكان القرآن الكريم أحد تلك المعارف التي أولاها العلّامة الجلالِيّ بمزيدٍ من الاهتمام ، ويتجلّى ذلك بتأليفه كتاب( دراسة حول القرآن الكريم) ذلك الكتابُ المنمق العبارة ، الصَّحيح الدّيباجة ، السَّهل الأسلوب ، الواضح الطّريقة ، العذب المشرب ، وهو بعد كتابٌ نفيسٌ ، جزيل المباحث ، غزير المادّة جم الفوائد ، قد احتوى على موضوعات علوم القرآن الرَّئيسة بنحو تحقيقي مميز ، استجلى فيه روائع النُّكات العلميّة ، وروائق الوجوه الدقيقة ,في معرٍض مونق الجنبات ، متألق القسمات ، آخذٍ من جمال التَّنسيق وحسن التَّرتيب  يتخلله نقدٌ علميٌّ مكينٌ .